الأحد، 26 فبراير 2012

أبطأَ بهِ عملُه فأسرعَ به نسبه !

تكاد هذه العبارة – عنوان الموضوع - أن نقيم بها الوضع السائد فيما يخص ما يترامى إلى مسامعنا من أخبار نصبّح ونمسّى بها فتوشك أن تمجها الآذان فور سماعها  قبل وصولها إلى القلوب المتخمة بأوجاعها !

إنّ قاعدة ( هذا من شيعته وهذا من عدوه ) التي تحكم تبديد بعض الموارد المالية فيما لا طائل منه – في نظري الشخصي على الأقل -  لا يخفى على المتتبع لما يتم تناقله من أحاديث شفاهية ومراسلات إلكترونية وإنْ حكمنا على طائفة منها بالتضخيم المبالغ فيه إلا أن المصيبة ثابتة بقرائن لا تقبل التأويل !

لست هنا لأنصب نفسي محاميا يترافع باسم ( الشعب المطحون ) في محكمة المجهول أو المعلوم ، ولكنني – مثلك – أنظر من شرفة بيتنا الخَرِب ؛ الذي عاث به العاقُّونَ فسادا ؛ لأنظر إلى الآلاف بل الملايين وهي تُدار كما تدار الكأس بين محتسيها دون إنكار أو حتى استهجان لا لأن أولئك يستحقونها ولكن لأنهم وُلِدوا ليحملوا اسما كان له فيما مضى بريق !

فهل يرفع النسب إن تقاصر العمل ؟ وهل يَضَعُ النسب إن تسامى العمل ؟ وهل من قانون يقتص من أولئك على حساب هؤلاء ؟ وهل إغداق الأموال على ذوي الأنساب المشتهرة – مع افتراض ثبوت ما اشتهر بما يسمى بالأنساب – يشفع لهم العبُّ من الثروات دون حسيب ولا رقيب ؛ مع عدم استحقاقهم لها من بعيد ولا ولا قريب ؟

قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فيما يروى عنه فيمن فرط في عمل الآخرة : " ... ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه " ؛ ويبدو أن من أعنيهم ممن أبطأ به عمله فأسرع به نسبه !

هناك تعليق واحد: