الأحد، 26 فبراير 2012

أبناؤكَ يُغَشُّون و يَغُشُّون !

مع استشرافنا للذكرى الوطنية الأربعين التي تصادف الثامن عشر من نوفمبر من كل عام لا يمكن لأي منا إلا أن يشهد بأن ما تحقق على أرض الوطن من المنجزات على كافة الأصعدة وفي مختلف الميادين هو نتاج عمل مخطط دؤوب للوصول إلى أعلى مراتب الرفعة – رغم ما يتردد بين الأزقة المتهالكة؛هنا وهناك،والفئات المهمشة؛بقصد أو عن غير قصد؛ وفي أروقة المنتديات الإلكترونية – التي تكفل حياة هنيئة لمن يستنشق هواء وطننا الغالي عمان.
إن الحديث عن كل ذلك لا تكفيه كلمات ترقم ، ولا قصائد تنظم ، ولا خواطر مواطن ملهم. وحسبي في هذا المقام أن أسطر كلمات أضع فيها يدي على جرح لا يزال يؤرقني ويؤرق كل غيور ألجم فوه بدعوى الحديث في السياسة ؛ أي سياسة تلك التي تغطى فيها الحقائق بأثواب الأباطيل التي تطرز بالخيوط المذهَّبة الزاهية لتصل بأزهى حللها المقنعة لكسب الرضى والتأييد !
أنا لا أطيق الحديث عن السياسة ولا من يشتغل بها ؛ فذلك شر – ليس محضا - نجانا الله منه ومن الخوض فيه ، ولكن حين تمس نارها كياننا وتوشك أن تعصف بسَمُومها علينا فتذرنا بلا هوية ؛ لا نعرف ما نريد ولا ما يراد بنا ؛ عندها لا يمكن أن نسكت !
إن سياسة التعليم – التي يحلو لي أن أسميها بسياسة التعتيم والتجهيل – لا يمكن أن تصنع مواطنا صالحا فضلا عن رجل يعتمد عليه الوطن في الرقي والتطور! أبناؤنا يصلون إلى مراحل متقدمة دون أن يحسنوا القراءة والكتابة ، ثم تأتي التقارير والنشرات الإخبارية والأفلام التعليمية لتتحدث عن افتتاح مدارس جديدة ، ومبانٍ جديدة لمديريات تعليمية ، وصولا إلى قصر وزارة التربية الذي لم – وربما لن – يرى النور ! ثم نطبل ونزمر – على أنغام الفنون الشعبية - كل ذلك لذر الرماد على العيون من قبل بعض التافهين الذين يخشون على الكرسي أكثر من خشية الله على التفريط في حقوق ناشئة لا ذنب لهم سوى أنهم استغلوا ليكونوا سلالم يدوس عليها أولئك ليصعدوا !
وما يلبث أبناؤنا حتى يصلوا إلى الصفوف العليا صفر اليدين من أدنى ما يمكن أن يخرج به طالب ؛ وهو القراءة والكتابة ؛ ليحاولوا أن يسدوا النقص بوسيلة(الغش) التي أتاحتها لهم البيئة والوسط المحيط ؛ رغم إمكانية التصرف حيالها بوسائل أقل ما توصف بأنها مضمونة النجاح ؛ ولكن لا بد منها حتى تكتمل الصورة الشوهاء التي تصل – كما أشرت - مزدانة رغم أنف كل من ينبس ببنت شفه !
صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد نبارك لكم عيدكم الميمون ، ونسأل الله لكم الصحة والسلامة ، والعمر المديد، ونبعث لكم رسالة صادقة من قلوب يسعدها ما يسعدكم ويؤذيها ما يؤذيكم، نقول لكم فيها:( أبناؤكَ يُغَشُّون و يَغُشُّون ).

ملاحظة: كتب قبل احتفالات سلطنة عمان بالعيد الوطني الأربعين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق